التأمل في الشعر الرومانسي والصوفي من الإشكالية إلى التحديد - مقاربة نقدية

الملخص

يسعى هذا البحث إلى قراءة بنية الخطاب التأملي في الشعر العربي الرومانسي والصوفي في العصر الحديث، ويحدد مكامن الإشكالية التي وقع فيها كثير من الدارسين من دون التفريق بين منزع التأمل في التجربتين الشعريتين، ومن ثم يوضح ملامح شعريته في كل تجربة في النصوص عينة البحث.
وقد جاء البحث منسرباً في هيكلية مكونة من مدخل يبيّن مفهوم التأمل، ومبحثين: يتناول في المبحث الأول شعرية التأمل في النص الرومانسي، والمبحث الثاني يتناول شعرية التأمل في النص الصوفي، ولمعالجة ذلك استند الباحث على المنهج التحليلي الفني لكشف ملامح الخطاب التأملي في النص الرومانسي والصوفي، واستجلاء تجلياته الواضحة في مسار كل تجربة من التجربتين يكون التأمل على وفقها قد بانت ملامحه، وتميزت خصائصه، ومقومات شعريته، وقد انتهى البحث إلى نتائج عدة أبرزها: إن التأمل في كل من الشعر الرومانسي والصوفي له موضوعاته المضمونية وتجلياته الفنية، بحيث استطاع الشاعر في منزعه التأملي في التجربة الرومانسية أن يؤسس شعريته التأملية على وفق منطلقات سلطة الموضوع وهيمنته المضمونية، ومعايشة الصراع الجدلي بين الخير والشر، واستلاب الذات أمام سطوة واقعها، وقوة سلطته، والهروب منه إلى عالم الطبيعة بوصفه عالماً بديلاً يحتوي معاناة الذات، ويؤمن مأساتها. في حين كان الشاعر في منزعه التأملي في التجربة الصوفية يؤسس تلك الشعرية على مسار سلطة العنوان، وفاعلية الذات، وقدرتها على الصعود إلى عالمها العرفاني، والسير بالتجربة الشعرية على وفق مستويات الرؤية التي تبتدئ بالتخلي عن عالمها الواقعي، ثم الحلول والتوحد والتماهي مع عالمها الروحي وصولاً إلى التجليات المحققة لتلك الحقيقة العرفانية.