اسهامات الزَّوَايَا الصُّوفِيِّة بِاليَمَن في المُحَافَظَة على الموروث الثقافي: زَوَايَا مَدِينَة تَرِيم حَضرَموت
DOI:
https://doi.org/10.47372/ejua-hs.2023.3.288الكلمات المفتاحية:
الزَّوَايَا الصُّوفِيِّة، المَخْطُوط الصُّوفِيِّ، الموروث الثقافي، مَدِينَة تَرِيم، اليمنالملخص
تُشَكِّل المَخْطُوطات جُزءًا هامًا مِن الموروث الثقافي الذي أَبْدَعَتْهُ الحَضَارة العربيّة وَالإِسْلَامِيّة فِي شَتَّى حُقُول المَعْرِفَة الإنسَانِيَّة، ووثيقَة تارِيخِيَّة تَعْكِس الصورة الحضَارِيِّة للأُمة، إذ هي مُؤَلِّفَات وضع فيها العُلماء خُلاصة أَفْكَارِهِم، وَتَجَارِبهُم، وَإِبْدَاعَاتِهِم، وهي النافِذة التي نُطِلّ منها على التّارِيخ، والْمَعَالِم الحضَارِيِّة بِكُلُّ جَوَانِبهَا. لقد تنوعت المَرَاكِز الَّتِي جُمِعْت فيها المَخْطُوطات منها مكتبات الزَّوَايَا وخزاناتها التي كانت ولا تزال ملأى بِالكُنُوز من التُّرَاث الصُّوفِيِّ المَخْطُوط الذي قامت بِجمْعه وَاِقْتِنَائه؛ مِنْ أجل الاستفادة منه في تعليمها الدِّينِيّ. لقد حَفِظَت الزَّوَايَا الصُّوفِيِّة في مَدِينَة تَرِيم في حَضرَموت بِاليَمَن كثيرًا من جوانب التُّرَاث المَخْطُوط، إذ كانت ومازالتْ عامرةً بكثيرٍ من خزائن الكتُب ونفائس المَخْطُوطات الصُّوفِيِّة، في الوقت الذي عانت فيه مَخْطُوطات يمَنِيَّة مِنْ التَّشَرُّد، والضِّيَاع، والْاِنْدِثَار، وهجرة كثيرٍ منها خَارِج الْوَطَن، إما عَنْ طَرِيق السَّطْو، أو عَنْ طَرِيق الْبَيْع والمُتَاجَرَة، وفي ذلك تأثير على العُمْق الحضَارِيِّ للأُمة وتُّرَاثهَا الفِكَرِيِّ. يَهْدِف هذا البَحْث، الذي يَعْتَمِد على المَنْهج الوَصفِيِّ التَّحلِيلِيِّ، إلى إِبرَاز مُسَاهَمَة الزَّوَايَا الصُّوفِيِّة في مَدِينَة تَرِيم اليَمَنِيَّة في الحفاظ على المَخْطُوطات كجزء من الموروث الثقافي، وصمودها في وَجه كُلّ المُحَاوَلَات الرَّامِيَة إلى إزالتها، ومُحَاصَرَتهَا، ونهب المَخْطُوطات التي فيها عبر مَرَاحِل زَمَنِيَّة وفَتْرَات مُخْتَلِفَة، مع تَنَاوُل السُّبُل الكَفِيلَة بِحِمَايَتهَا.