رؤى جينومية للتنوع النباتي في المملكة العربية السعودية: التقدم والتوجهات المستقبلية

الملخص

تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع نباتي غني رغم بيئتها القاحلة، حيث تحتوي على حوالي 2,253 نوعًا نباتيًا. ومع ذلك، تواجه جهود الحفاظ على هذا التنوع تحديات كبيرة تشمل فقدان الموائل، وتغير المناخ، ونقص البيانات الجينومية. تستعرض هذه الدراسة حالة ابحاث الجينوم للنباتات في المملكة العربية السعودية، مسلطةً الضوء على التقدم المحرز والثغرات في الأدبيات العلمية. من خلال مسح قواعد البيانات العلمية، تم تحديد 46 دراسة منشورة بين عامي 2010 و2024، تعكس تزايد الاهتمام بتحليل جينومات النباتات السعودية. تغطي هذه الدراسات تحليلات للجينوم النووي وجينوم البلاستيدات الخضراء و/أو الميتوكوندريا لـ 51 نوعًا نباتيًا تنتمي الى 19 فصيلة، مع تركيز خاص على النباتات الطبية، لا سيما تلك من المناطق الغربية والجنوبية الغربية. برزت الفصيلة الدفلية (Apocynaceae) كالأكثر تمثيلًا في الأدبيات الجينومية نظرًا لأهميتها الطبية. تشكل بيانات جينوم البلاستيدات الخضراء النسبة الأكبر من البيانات المنتجة في الدراسات (75.4%)، مما يعزز دورها في حل المشكلات التصنيفية ودراسة النشوء والتطور. وعلى الرغم من قلة بيانات الجينوم النووي (16.3%)، إلا أنها شهدت زيادة ملحوظة بفضل مبادرات مثل مشروع الجينوم الأصلي السعودي. أما بيانات الجينوم الميتوكوندري، فقد كانت الأقل تمثيلًا (8.1%)، لكنها أسهمت في فهم انتقال الجينات بين النواة والبلاستيدات إلى الميتوكوندريا في الأنواع المدروسة. ورغم محدودية الأبحاث الجينومية على النباتات في المملكة، إلا أن البيانات المتاحة تقدم رؤى مهمة لحماية التنوع البيولوجي وفهم تكيف النباتات، مما يساعد في توجيه الأبحاث المستقبلية. وتؤكد هذه المراجعة ضرورة توسيع الدراسات الجينومية، خصوصًا تسلسل الجينوم النووي، وزيادة التركيز على النباتات النادرة والمتوطنة والمهددة بالانقراض لدعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز الابتكار الزراعي في السعودية.